کد مطلب:240868 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:226

ادنی ما یخرج به الرجل من الإیمان أن یقول للحصاة هذه نواة
روی الصدوق حدیثا مطولا بسنده إلی إبراهیم بن أبی محمود عن الرضا علیه السلام إلی أن قال فیه:

یا ابن أبی محمود إن مخالفینا وضعوا أخبارا فی فضائلنا و جعلوها علی ثلاثة أقسام: أحدها الغلو، [1] و ثانیها التقصیر فی أمرنا، و ثالثها التصریح بمثالب أعدائنا. فإذا سمع الناس الغلو فینا كفروا شیعتنا و نسبوهم إلی القول بربوبیتنا، و إذا سمعوا التقصیر اعتقدوه فینا، و إذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا و قد قال الله عزوجل: «و لا تسبوا الذین یدعون من دون الله فیسبوا الله عدوا بغیر علم». [2] .

یا ابن أبی محمود إذا أخذ الناس یمینا و شمالا فالزم طریقتنا فإنه من لزمنا لزمناه و من فارقنا فارقناه؛ إن أدنی ما یخرج به الرجل من الإیمان أن یقول للحصاة؛ هذه نواة، ثم یدین بذلك و یبرأممن خالفه یا ابن أبی محمود احفظ ما حدثتك به فقد جمعت لك خیرالدنیا و الآخرة [3] .

اشتمل صدرالحدیث علی فضائل أمیرالمؤمنین علیه السلام لم نذكرها للاختصار فعلیك بها ثم استرسل فیه، لجواب ما أراده ابن أبی محمود من طوائف الأخبار الثلاث المتداولة بین الناس بما نقلناه عنه علیه السلام آنفا ثم أمره بلزوم طریقة أهل البیت علیهم السلام إذا أخذ الناس یمینا و شمالا لأن «الیمین و الشمال مضلة» كما فی المثل العلوی [4] .

ثم تعرض علیه السلام لأسباب خروج الرجل من الإیمان بمثل ضربه لتوضیح ذلك الاعتقاد با لحصاة أنها نواة كذبا أو تضلیلا و یرید علیه السلام به المهرجین



[ صفحه 27]



المغوین الذین یغوون الناس بإشاعة الباطل و ما لاواقع له بین السذج منهم الفاقدین للمقاییس العقلیة و لایملكونها بل هم إمعة یقولون نحن مع الناس یمیلون مع كل ریح لم یستضیئوا بنور العلم فعاضدت الإ معة مع أولئك المغوین حتی شاع الباطل لولا هؤلاء لماضل أولئك و لكنهم قالوا قولا و قبلوه من غیر برهان من الله و رسوله و كتاب و سنة و لئن جاءوا بهما أو أحدهما اتبعوا ما تشابه منها ابتغاء الفتنة و ابتغاء تاویلهما لان فی قلوبهم الزیغ و یدعون التمسك بسادة الأنام الذین لو ثنیث لهم الوسادة لعمت السعادة و ازدهرت الأیام و هل الأمة قد أخذت بحجزة الأئمة فذادتها الذادة كما تذاد الإبل الصادیة عن الماء أم ضربت بجرانها فقادتها القادة كما تقود الولیدة البعیر المخطوم أم استیقنت أنها الحق فطفقت تنشده عن نظائر و أمثال؟! أزمة معقدة لایحلها السؤال حتی یقوم المهدی هادیا فینصر الحق و أهله، و یظهر دین الله الخالص إن شاء الله تعالی.



[ صفحه 28]




[1] ما يشم منه الربوبية.

[2] الأنعام: 108.

[3] عيون أخبار الرضا 237 - 236/1.

[4] حرف الياء مع الميم من الأمثال و الحكم المستخرجة من نهج البلاغة، و حرف الياء مع الميم أيضا من الأمثال و الحكم العلوية مخطوط.